تطوير المبادرات

‏بدعوة كريمة من صندوق دعم الجمعيات وبالشراكة مع شركة أكوا باور
‏شاركت ⁧‫#جمعية_المحافظة_على_الاشجار_بالدوادمي‬⁩ في ورشة عمل تطوير المبادرات والتي تهدف لبناء مبادرات متخصصة في المجالات التالية : الطاقة ،المناخ.المياه

التصحر

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية
ظاهرة التصحر هى تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا يرجع إما لتعامل الإنسان المدمر معها أو للتغيرات المناخية.

فحالة الوهن والضعف التى تشكو منها البيئة تكون إما بسبب ما يفعله الإنسان بها أو لما تخضع له من تأثير العوامل الطبيعية الأخرى والتى لا يكون لبنى البشر أى دخل فيها. والجزء الذي يشكو ويتذمر كل يوم من هذه المعاملة السيئة من الأرض هو “التربة”.

هناك اختلاف بين الأرض والتربة، فالتربة هى بالطبقة السطحية الرقيقة من الأرض الصالحة لنمو النباتات والتى تتوغل جذورها بداخلها لكى تحصل علي المواد الغذائية اللازمة لنموها من خلالها. والتربة هى الأساس الذي تقوم عليه الزراعة والحياة الحيوانية، وتتشكل التربة خلال عمليات طويلة علي مدار كبير من الزمن ملايين من السنين حيث تتأثر بعوامل عديدة مثل: المناخ – الحرارة – الرطوبة – الرياح إلي جانب تعامل الإنسان معها من الناحية الزراعية من رى وصرف وتسميد وإصلاح وغيرها من المعاملات الزراعية الأخرى.
المزيد عن علم النبات: دراسة الحياة النباتية ..

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية

– تعريف التصحر:
يعتبر التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف علي أنه تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجى للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلي انخفاض إنتاج الحياة النباتية، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالى 46 مليون متر مربع يخص الوطن العربى منها حوالى 13 مليون متر مربع أى حوالى 28 % من جملة المناطق المتصحرة في العالم.

* ونجد أن العوامل التى تساهم في ظاهرة التصحر هى التغيرات المناخية:
– ارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار أو ندرتها تساعد علي سرعة التبخر وتراكم الأملاح في الأراضي المزروعة (فترات الجفاف).
– كما أن السيول تجرف التربة وتقتلع المحاصيل مما يهدد خصوبة التربة.
– زحف الكثبان الرملية التى تغطى الحرث والزرع بفعل الرياح.
– ارتفاع منسوب المياه الجوفية.

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية

– الزراعة التى تعتمد علي الأمطار.
– الاعتماد علي مياه الآبار في الرى، وهذه المياه الجوفية تزداد درجة ملوحتها بمرور الوقت مما يرفع درجة ملوحة التربة وتصحرها.
– الرياح تؤدى إلي سرعة جفاف النباتات وذبولها الدائم خاصة إذا استمرت لفترة طويلة. هذا بالإضافة إلي أنها تمزق النباتات وتقتلعها وخاصة ذات الجذور الضحلة مما يؤدى إلي إزالة الغطاء النباتى.
المزيد عن التغيرات المناخية ..
وهذا يقودنا إلي أن نركز أكثر علي عاملى الرياح والأمطار الغزيرة أو السيول لما تسببه من انجراف التربة حيث يجرفان سنوياً آلاف الأطنان من جزيئات التربة التى تحتوى علي المواد العضوية والنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والكبريت وغيرها من العناصر الأخرى حيث ما تفقده التربة أكثر مما تنتجه مصانع الأسمدة.

ويعتبر انجراف التربة من أخطر العوامل التى تهدد الحياة النباتية والحيوانية في مختلف بقاع العالم، والذي يزيد من خطورته أن عمليات تكون التربة بطيئة جداً فقد يستغرق تكون طبقة من التربة سمكها 18 سم ما بين 1400 – 7000 سنة، وتقدر كمية الأرضى الزراعية التى تدهورت في العالم في المائة سنة الأخيرة بفعل الانجراف بأكثر من 23 % من الأراضي الزراعية.

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية

– وبالرغم من أن انجراف التربة ظاهرة طبيعية منذ الأزل إلا أنه ازداد بشكل ملحوظ بزيادة النشاطات البشرية ونتيجة لمعاملات غير واعية مثل:
1- إزالة الغطاء النباتى الطبيعى.
2- الرعى الجائر خاصة في الفترة الجافة.
3- المعاملات الزراعية غير الواعية مثل حرث التربة في أوقات الجفاف غير المناسبة مما يؤدى إلي تفكك الطبقة السطحية من التربة ويجعلها عرضة للانجراف.
– وينقسم الانجراف إلي نوعين هما:
1- الانجراف الريحى.
2- الانجراف المائى.

1-الانجراف الريحى:
يحدث الانجراف الريحى الذي ينتج عنه الغبار والعواصف الترابية في أى وقت وحسب شدة الرياح. ويكون تأثيره شديد في المناطق التى تدهور فيها الغطاء النباتى خاصة عندما تكون سرعة الريح من 15 – 20 متر/ ثانية فأكثر.

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية

2- الانجراف المائى:
والانجراف المائى ينتج من جريان المياه السطحية أو نتيجة اصطدام قطرات المطر بالتربة. ويزداد تأثير الانجراف المائي كلما كانت الأمطار غزيرة مما لا تتمكن معه التربة من امتصاص مياه الأمطار فتتشكل نتيجة ذلك السيول الجارفة.

* وسائل الحد من انجراف التربة وتصحرها:
وخصوصاً ذلك في المناطق الجافة وشبه الجافة، المحافظة علي الموارد الطبيعية وتنميتها. ومن أهم هذه الوسائل:
1- المسح البيئى للوقوف علي الأسباب التى تؤدى إلي تدهور النظم البيئية.
2- تثبيت الكثبان الرملية ويشمل:
أ- إقامة الحواجز الأمامية والدفاعية كخطوط أولى أمام تقدم الرمال.
ب- إقامة مصدات الرياح الصغيرة.

ظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية

ج- تغطية الكثبان الرملية بالآتى:
– المواد النباتية الميتة.
– المشتقات النفطية والمواد الكيميائية أو المطاطية.
– تشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة لوسط الكثبان الرملية.
3- الحفاظ علي المراعى الطبيعية وتطوير الغطاء النباتى الطبيعى.
4- وقف التوسع في الزراعة المطرية علي حساب المراعى الطبيعية.
5- استغلال مياه السيول في الزراعة.
6- وقف قطع الأشجار والشجيرات لاستخدامها كمصدر للطاقة.
7- ضبط الزراعة المروية وإعادة النظر في وسائل الرى والصرف الحالية.
8- الزراعة الجافة: حيث يتم استزراع النباتات التى تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف.
9- تحسين بنية التربة بإضافة المادة العضوية إليها وحرثها مع النباتات التى تعيش فيها.
10- القضاء علي ميل الأرض بإنشاء المصاطب (المدرجات).
11- حراثة الأراضى في أول فصل الأمطار.
12- إنشاء البرك والبحيرات في الأخاديد لوقف جريان المياه.
13- إقامة السدود للتقليل من قوة السيول.
14- الحفاظ علي الغطاء النباتى والابتعاد عن الرعى الجائر.
15- إحاطة الحقول والأراضى المعرضة للانجراف بالمصدات من الأشجار والشجيرات.

الاحتطاب الجائر..

بين مبادرات وعقوبات.. أطلقت المملكة العربية السعودية، قبل سنوات استراتيجية جديدة لمواجهة التصحر والاحتطاب الجائر ورفع نسبة الغطاء النباتي، في إطار الحفاظ على الأمن البيئي ضمن رؤية 2030.

تلك الاستراتيجية تقف حائط صدٍ في مواجهة التاجر أو المواطن، إزاء استمرارهما في تداول الحطب المحلي، على الرغم من طرح البدائل، فما هو حجم الاحتطاب؟ ولماذا الإصرار على تداول الحطب والفحم المحلي بالرغم من سن القوانين والعقوبات من جهة، والإعلان عن بدائل لهما من جهة أخرى؟!

لماذا زادت وتيرة الاحتطاب؟

دفعت الظروف البيئية للمملكة إلى تعرض الأراضي للتصحر، وانخفاض القدرة على إنتاج النباتات بسبب التغيرات المناخية، وقلة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وتدهور خصوبة التربة.

وفي الوقت الذي تتوفر فيه بدائل الطاقة المنخفضة التكلفة في بلد يعتبر أكبر منتج للطاقة، يعد استخدام الحطب والفحم في البراري والمنازل وسيلة للترفيه أكثر من الضرورة، كما أنها تُعد أداة لإشباع العادات الراسخة للمجتمع السعودي.

ويعود التوسع في الاحتطاب خلال السنوات الماضية إلى عدة أسباب منها زيادة عدد السكان وتحسن مستواهم المعيشي، وانخفاض الوعي البيئي واستخدام التقنيات الحديثة مثــل المناشير الآلية والسـيارات ذات الدفع الرباعي.

وعلى الرغم من وضع العديد من الأنظمة التشريعية التي من شأنها حماية البيئة من التصحر والاحتطاب الجائر، إلا أن وزارة البيئة تؤكد أن ضعـف الرقابـة وعـدم تطبيـق تلك النظـم والتشـريعات هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم تحجيم الاحتطاب بالكفــاءه المطلوبــة.

العائد الاقتصادي أيضًا من أبرز أسباب التوسع في الاحتطاب، حيث يتم تداول الحطب المحلي من خلال أســواق أوليــة قريبــة مــن مواقــع الاحتطاب أو مــن خـال منافـذ تسـويقية تبيـع الحطـب الـذي يتـم جلبـه مـن مواقـع الإنتــاج .

خطورة الاحتطاب

وفق الإحصائيات الرسمية، فإن 80% من الغطاء النباتي بالمملكة تدهور خلال الـ 40 سنة الماضية، كما تشـير الدراسـات إلـى أن 120 ألـف هكتـار يتـم تعريتهـا سنويًا مـن الأشـجار والشـجيرات فـي المملكـة.

تلك الإحصائيات تعكس خطورة شديدة على الاقتصاد والبيئة على حد سواء، حيث أن ارتفاع وتيرة الاحتطاب تؤدي بالضرورة إلى انخفاض إنتاجية الأراضي من المنتجات الخشبية أو غير الخشبية مثل عسل النحل وغيرها، وتقليص إنتاج الأكسجين، وازدياد مخاطر السيول والفيضانات نتيجة تعرية التربة من الغطاء النباتي، وانجراف التربة السطحية وفقد خصوبتها وزحف الرمال والعواصف الرملية والترابية، فضلًا عن انخفاض مخـزون الميـاه الجوفيـة السـطحية.

ومن الناحية الاقتصادية، فإن الاحتطاب الجائر والتصحر من شأنه التأثيــر سلبًا علــى خطــط التنميــة الاقتصادية المســتقبلية وتقليص فرص العمـل وزيـادة البطالـة فـي المناطـق الريفيـة وتهديـد مسـتقبل الأجيال القادمة، فضلًا عن التأثيــر الســلبي علــى الســياحة الداخليــة فــي المنتزهـات الوطنية وأيضًا على سياحة البر.

محاور مواجهة الاحتطاب

مع الإعلان عن منع الاحتطاب، تنوعت جهود المملكة للقضاء على تلك الممارسات، ما بين سن القوانين ووضع المخالفات، وتسهيل إجراءات استيراد الحطب والفحم، فضلًا عن تبني مبادرات للتوسع في زراعة الأشجار.

مبادرات واستراتيجيات

بالتزامن مع رئاستها لقمة مجموعة العشرين، أبرزت المملكة اهتمامها بقضايا البيئة، وقدمت مبادرة لحماية كوكب الأرض، عن طريق الزراعة والحد من الاحتطاب وتنظيم الرعي، وإيجاد حلول فعالة لمواجهة التحديات البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو الاقتراح الذي لاقى ترحيبًا واسعًا من قادة المجموعة.

الاقتراح السعودي لم يكن وليد اللحظة، بل أن هناك إطارًا قانونيًا داخليًا لتنظيم عملية الرعي والاحتطاب، ففي عام 2004م، أقر مجلس الوزراء استراتيجية وخطة وطنية للغابات، باعتبارها جزء لا يتجزأ من خطة التنمية الوطنية، وفي العام ذاته، تم تحديث نظام المراعي والغابات وأصبح يحظر الإضرار بالأشجار أو استعمال أي وسيلة تتسبب في إضعافها.

في الإطار ذاته، تم إيقاف إصدار تراخيص الاحتطاب والتفحيم ونقلهما، وكذلك منع تصدير الحطب والفحم من داخل المملكة إلي خارجها منعًا باتًا، كما عملت وزارة الزراعة على تعيين أكثر من 110 حارس غابات والتعاقد مع إحدى الشركات الأمنية المتخصصة لتوفير 112 حارس ومراقب غابات مع تزويدهم بالسيارات وأجهزة الإتصال اللازمة.

عقوبات الاحتطاب وآلية التطبيق

بموجب القانون، فإن قطع الأشجار باسم الاحتطاب للبيع أو للاستخدام و نقله و بيعه و شرائه واستخدامه، يعتبر مشاركة في الخطأ يعاقب عليها النظام.

ووفق وزارة البيئة، فإن غرامة الاحتطاب بغرض التجارة تصل إلى50 ألف ريال، وغرامة قطع الشجرة الواحدة تبلغ5 آلاف ريال، بينما تبلغ غرامة نقل الحطب المحلي 10 آلاف ريال، وتتضاعف تلك العقوبات المذكورة في حال تكرار المخالفة مع إلزام المخالف بإصلاح الأضرار.

غرامات الاحتطاب في المملكة

– 5 آلاف ريال غرامة قطع الشجرة الواحدة

– 10 آلاف ريال غرامة نقل الحطب المحلي عن كل طن

– 50 ألف ريال غرامة الاحتطاب بغرض التجارة

أما آلية التطبيق، فقد تم استحداث قوة أمنية جديدة في وزارة الداخلية أطلق عليها “القوات الخاصة للأمن البيئي”، ويشرف على عملها مجلس تنسيقي مكون من عدد من الجهات الأمنية والمدنية ذات العلاقة البيئية، وتتركز مهامها في مواجهة السلوكيات والتصرفات الجائرة التي أدت إلى تدهور النظام البيئي، وارتفاع نسبة التصحر، وذلك من خلال المراقبة الأمنية، والتحري، والقبض والاستيقاف، والضبط، وتحرير المخالفات، والإحالة للجهات المختصة، فضلًا عن المساندة والدعم الفني، ويغطي مجال عمال القوة البيئية كل مناطق المملكة المهمة بيئيًا.

ووفق بعض تصريحات، فإن عدد منسوبي القوة الخاصة للأمن البيئي قد بلغ 1100، ومن المستهدف رفع العدد إلى 10,000 خلال الأربع سنوات القادمة.

راعة الأشجار.. مبادرات لمواجهة التصحر

ولتغطية خسائر الاحتطاب والتصحر، تبنت وزارة البيئة مبادرة التشجر والتنمية المستدامة للمراعي والغابات والتي تعد أحد مبادرات برنامج التحول الوطني تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030.

وخلال العام 2020، أطلقت الوزارة حملة “لنجعلها خضراء‬” التي تغطي 165 موقعًا في جميع مناطق المملكة، وتستهدف زراعة الأشجار والشجيرات المهددة بالانقراض، والتي تعرضت للرعي الجائر والاحتطاب والاقتلاع.

كما أطلقت “أرامكو” السعودية مبادرة مماثلة لزراعة مليون شجرة ضمن مناطق أعمالها بمختلف المدن السعودية، على أن تكتمل هذه المبادرة عام 2025.

حملات التشجير تضمنت زراعة الأشجار المحلية مثل شجر الغاف والمانجروف والطلح والسدر والمرخ والسمر والإثل واللبان العربي والسيال والسلم والأراك.

ولتنمية الوعي المجتمعي بأهمية الاشجار، أولت وزارة البيئة والمياه والزراعة اهتمامًا نحو تحقيق المشاركة المجتمعية في استزراع النباتات المحلية من خلال دعوة عدد من الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات التطوعية والأفراد.

تسهيلات الاستيراد

تضييق المملكة على الاحتطاب تزامن مع مبادرة وطنية طرحتها وزارة البيئة، وأكدت على جدواها، نحو إيجاد بدائل مختلفة للحطب المحلي، وذلك من خلال تقديم صندوق التنمية الزراعي تسهيلات للمستوردين، تصل إلى 200 ألف ريال بدون فوائد للحصول على تمويل لاستيراد الحطب بعد تقديم طلبًا إلكترونيًا للاستيراد، لتشجيع التجار والراغبين في استيراد الحطب والفحم من الدول التي تمتاز بوفرة إنتاجها.

بهذه التسهيلات، يهدف الصندوق إلى حماية الموارد الطبيعية من خلال دعم المنتج المستورد، وفتح المجال للمنشآت الصغيرة والمتوسطة للتوسع في مزاولة هذا النشاط، وتذليل العقبات للحصول على الاعتماد المستندي والاستفادة من خدمات البنوك في هذا المجال.

المحلي والمستورد.. ماذا يفضل المواطن؟

حملات توعوية مكثفة أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع الجهات المعنية عبر كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي بخطورة الاحتطاب وتعرض البيئة للتصحر، إلا أن المستهلك لا يزال يفضل الحطب المحلي الذي لا يزال يعرضه التجار عبر وسائل مختلفة مثل البيع عن طريق الإنترنت.

فعلى الرغم من إلغاء الرسوم الجمركية على الحطب المستورد، في خطوة للتشجيع على تداوله، إلا أن سعره لايزال مرتفعًا مقارنة بالحطب المحلي بسبب تكاليف النقل، كما أن المواطن لا يزال يفضل مواصفات المحلي عن المستورد، خاصةً حطب “السمر” الشهير بالمملكة.

وبالإضافة لفرق السعر، فإن المعروض من الحطب المستورد لا يكفي لتغطية الطلب المحلي، ففي الوقت الي أعلنت فيه وزارة البيئة أنها تمكنت من توفير أكثر من 200 طن من الحطب المستورد خشب خلال عام 2020، فإن نتائج مسح البيئة المنزلي الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء (GASTA) كشف عن أن الحطب المحلِّي يشكِّل نسبة (89.40%) من الحطب المستخدم في المنازل في المملكة.

الموروث الثقافي عامل آخر من عوامل تفضيل الحطب المحلي عن المستورد، حيث أن المواطنين في المملكة لا يزالون يعتقــدون أن اســتخدام الحطــب والفحــم النباتــي المحلــي فــي الطبــخ والتدفئـة لـه مزايـا وخصائـص لا تتوفـر في الأنواع الأخرى مـن مصـادر الطاقـة سـواء الحطـب المسـتورد أو المشـتقات البتروليـة الغـاز والكهربــاء.

الاحتطاب.. جريمة دولية

لا يعد الاحتطاب جريمة تقتصر على المملكة العربية السعودية فقط، ولكن قطع الأشجار يعد جريمة يعاقب عليها القانون في مختلف دول العالم، مع اختلاف تلك العقوبات من دولة إلى أخرى.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية، تصل غرامات قطع الأخشاب إلى 500000 دولار أمريكي للشركات، والسجن حتى خمسة سنوات، بالإضاف إلى المصادرة، أما في الاتحاد الأوروبي، فتختلف العقوبات عبر دول الاتحاد وتشمل الغرامات، والسجن، والحظر للتجارة والمصادرة والتدمير للأخشاب غير القانونية.

وفي أستراليا، تصل العقوبات إلى السجن 5 سنوات وغرامات تصل إلى 425 ألف دولار، أما قانون الخشب النظيف في اليابان، فيفرض عقوبة السجن لمدة سنة أو أكثر مع الأشغال الشاقة، وغرامة تصل إلى 500 ألف ين ياباني.

ولعل مواجهة دول الاتحاد الأوروبي لبولندا والدعوة لتحويلها لمحكمة العدل الدولية بعد قطع أشجار غابات بيالوفيزا البولندية يعكس مدى أهمية الأشجار ووضعها ضمن الجرائم الدولية.

منقول من جريدة الوطن